كلاسيكو ثأري بين الريال وبرشلونة
مواجهة نارية بالكلاسيكو بين ليونيل ميسي (يمين) وكريستيانو رونالدو (وكالات)
أيمن الزبير ـ مدريد
جرت العادة في إسبانيا أن يصاحب توصيف التاريخي والأسطوري نزالات الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد ونادي برشلونة، لكن موقعة ملعب سانتياغو بيرنابيو غدا السبت تحمل طعما مغايرا نظرا لترسخ قناعة لدى الجماهير بأن البطولة الإسبانية غدت أقرب إلى فريق برشلونة الذي كان ألحق هزيمة قاسية بغريمه الريال في الجولة الأولى من الدوري.
مثل هذه الأسباب جعلت المحللين الرياضيين الإسبان يبحثون عن مفردات وتعبيرات مختلفة لوضع عنوان مناسب لهذا اللقاء الذي لا يقل أهمية عن سابقيه، لكن هذه المرة بمعطيات جديدة أفرزها وصول الفريقين إلى نهائي كأس الملك الإسباني، وقرعة كأس أبطال أوروبا التي ضربت موعدا للناديين في نصف نهائي هذه الكأس الثمينة.
وإذا كان كل المحللين الرياضيين يجمعون على أن نتيجة هذا اللقاء لن يكون لها وقع مدو على مسار الدوري، فإنهم بالمقابل يختلفون حول تداعيات فوز أحد الفريقين في هذا النزال على المواجهات المرتقبة بين الريال وبرشلونة والتي قد تتجاوز في رمزيتها وقيمتها الرياضية أهمية الدوري.
وتعلم جيدا جماهير سنتياغو برنابيو، التي استعادت الابتسامة بعد اللوحات الرياضية الرائعة التي قدمها فريقها أمام توتنهام الإنجليزي وأتليتيكو بلباو الباسكي، أن التفوق غدا السبت على الغريم التقليدي أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط لرفع معنويات كريستيانو رونالدو وزملائه قبيل المباريات الحاسمة المقبلة، وإنما لإنقاذ المشروع الرياضي لرئيس النادي الأبيض فلرنتينو بيرث.
"
راهن بيرث على التعاقدات المليونية واستقطاب نجوم كرة القدم العالميين لاسترجاع أمجاد الفريق أمام نموذج البارصا الذي راهن على الفئات الصغرى ودعم اللاعب المحلي والتنقيب على نجوم جدد
"
رهانات بيرث
وراهن بيرث على التعاقدات المليونية واستقطاب نجوم كرة القدم العالميين لاسترجاع أمجاد الفريق أمام نموذج البارصا الذي جعل من المراهنة على الفئات الصغرى ودعم اللاعب المحلي والتنقيب على نجوم جدد في القارتين الأفريقية والأميركية الجنوبية أيقونة لإنجازاته التاريخية وأدائه المبدع الذي ترك بصمته أيضا في المنتخب الوطني الإسباني الذي لم يتردد في انتهاج بعض خطط البارصا للفوز بمونديال جنوب أفريقيا.
حقائق يعرفها أيضا المدرب المثير للجدل جوزيه مورينيو الذي حاول هذه المرة نقل الضغط إلى الحكام الإسبان بعدما أكد أنه سيجري حصصا تدريبية بعشرة لاعبين فقط، في إشارة واضحة إلى احتمال استفادة برشلونة من قرارات الحكام الذين قد يطردون بعض لاعبيه، على حد تعبيره.
ضغوط لن يسلم منها لاعبو الفريقين خاصة الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يصبو إلى التخلص من عقدة عدم تسجيل أي هدف أمام "البارصا" ومهاجم فريق الأخير ديفد فيا الذي لم يسجل هدفا واحدا في المباريات التسع الأخيرة، ظرفية جعلته يؤكد أن التسجيل ضد الريال رهين قدرته على تجاوز التوتر والقلق.
يفتقر إلى التشويق
ورغم ذهاب بعض وسائل الإعلام إلى التأكيد على أن هذا النزال يفتقر إلى التشويق المعتاد، فإن ثمة من يرى أن هذه المواجهة أكبر من أن تختزل في منطق النتائج.
وإلى جانب الصراع الرياضي يعتبر الكلاسيكو أيضا فرصة لجس نبض الأحاسيس القومية الكتلانية والإسبانية والمنافسة بين مدينتي برشلونة ومدريد اللتين تطمحان إلى تعزيز مكانتهما ضمن المدن الأكثر إشعاعا على الصعيدين الرياضي والاقتصادي في أوروبا.
وتخالج تلك الرغبة أيضا ملايين الجماهير في إسبانيا وباقي الدول التي ستراقب بدقة تفاصيل هذه المباراة، آملة أن ينتزع فريقها فوزا آخر يضاف إلى الأمجاد التي عودنا عليها الفريقان، أمجاد لا ترتهن في هذا النزال إلى المفاهيم السامية للروح الرياضية، فكما يقول الإسبان في هذا اللقاء المهم هو الفوز حتى وإن كان بضربة جزاء غير عادلة في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة.